يحتل المعهد المصرفي الفلسطيني حيزاً كبيراً من اهتمامنا وتفكيرنا وأولوياتنا، نظراً لأهمية تأهيل أجيال مالية ومصرفية فلسطينية مميزة وإعدادها حتى تستطيع مواكبة العمل المصرفي الحديث القائم على الاقتصاد والخدمات البنكية الرقمية. فلم تعد صناعة الصيرفة تقليدية؛ الأمر الذي يحتم على الجامعات وأكاديميات التأهيل المصرفي مواكبة التطور التكنولوجي وتشجيع الإبتكار في الخدمات المصرفية.
ومن هنا، فإن المعهد -الذي جاء كثمرة تعاون بين سلطة النقد الفلسطينية والمصارف العاملة في فلسطين- سيحظى دائماً بدعمنا والمصارف للارتقاء به على كافة المستويات الإدارية والفنية، وسنبذل كل ما بوسعنا من أجل تطويره وتحديثه، ليلبي الاحتياجات الآنية وطويلة الأمد للقطاعين المالي والمصرفي في فلسطين.
وبالإضافة إلى عقد البرامج التدريبية والمهنية، وتأهيل كادر مصرفي ومالي يستند إلى قاعدة متينة من الفهم لأساسيات العمل المصرفي والمالي، فإنّ المعهد يهدف أيضا إلى نشر العلوم والثقافة المالية والمصرفية من خلال ورش العمل، والندوات المتخصصة، وحلقات العصف الفكري، ومؤتمرات علمية متخصصة، وتبادل المعلومات والخبرات، والتعاون على المستويات المحلية والعربية والدولية في كل ما من شأنه رفع مستوى العمل المالي والمصرفي في فلسطين.
وما حققه المعهد على مدار السنوات الماضية، يبعث على الارتياح والرضى على الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجه شعبنا ووطننا، وما يواجهه العالم أجمع هذه الأيام من تفشي فيروس كورونا، وأخص بالذكر والتنويه الإيجابي، ولوج المعهد إلى مجال الذكاء الاصطناعي الذي سيؤثر بشكل كبير على حاضرنا ومستقبلنا، بما في ذلك تطوير عمل المؤسسات المصرفية الفلسطينية وتوفيرها للوقت والجهد والتكلفة.
ومع ذلك فطموحنا أن نصل به إلى ما هو أفضل، والتركيز على نوعية التدريب وتنويعه، للإسهام في تطوير قدرات الكادر المصرفي والمالي وقيامه بنشاطاته بكفاءة ومهنية عالية المستوى، وإعطاء أهمية خاصة للجوانب المتعلقة بالتكنولوجيا المالية.
نأمل أن تستمر وتتطور مسيرة المعهد، وأن يحقق قفزة ملموسة في برامجه ويقدم ما هو جديد ونوعي.